Sunday, May 13, 2012

في 17 نوفمبر: هبَّ الشعب وطرد جلاده


يا حبيب الملايين... أمل الأمة عندك     أنت القائد أنت.. وكل الشعب جندك"
من نشيد قديم  لصلاح بن البادية في مدح عبود


قد تعد من المفارقات العجيبة أن يكتب عن عبود وثورته/ انقلابه من ترجم كتاباً وثائقياً عن ثورة أكتوبر 1964م، والتي أطاحت بعبود ونظامه العسكري الذي استولى على مقاليد الحكم في انقلاب أبيض في 17 نوفمبر 1958م، وهو تغيير ما زال يلف ملابساته الغموض، وتثير الأحداث التي سبقته وتلته الكثير من الجدل، خاصة وأن غالب المشاركين فيه والمخططين له هم الآن بين يدي غفور رحيم... (رحلوا وما تركوا أثر)، وذهبوا ولم يكتبوا لنا – كدأب سياسينا أبداً - شيئاً نستعين به على معرفة الكثير من خبايا ذلك العهد الذي "جثم على صدورنا طويلاً فأدماها" في رأي البعض، أو "هلَّ علينا باليمن والسعد، ومضى سريعاً كلمحة برق خاطف" في رأي البعض الآخر. لا زال الكثيرون يتسآءلون: أكان انقلاباً "صورياً" ليس إلا، وتسليم من رئيس الوزراء "البيه" عبد الله خليل (ومن خلفه) وتسلم من الفريق إبراهيم عبود؟، أم انقلاباً حقيقياً استولى فيه العسكر، عنوة واقتدارا، على السلطة الشرعية القائمة؟ وما من إجابة تريح النفس أو ترضي الضمير.
لا توجد – مبلغ علمي المحدود - الكثير من المصادر التاريخية والسياسية عن  ملابسات قيام "17 نوفمبر"، ولا يحضرني هنا إلا ما كتبه في مواطن مختلفة أ. د عبد الله علي إبراهيم والأستاذة عبد الرحمن مختار وشوقي ملاسي ومحمد محجوب حضرة... وقد أتى ذلك العهد قبيل بدئنا لأول مراحل التعليم النظامي، ولا أزال أذكر عصر ذلك اليوم ونحن نتحلق حول راديو "فيليبس" ضخم له "بطارية" في حجم الطوبة الكبيرة، و"أريلان" طويلان مثبتان على "زانتين" طويلتين تشقان عنان السماء، ونستمع إلى إبراهيم عبود بصوته المميز يذيع على الناس أول بيان عسكري في تاريخ السودان الحديث، وما درينا يومها أنه قد كتب علينا أن نكرر ذات التجربة وترقب وسماع ذات "البيان الأول" عديد المرات في أعوام قادمات، يكرر ذات الكلمات من تدهور الأحوال، وسوء المآل، ويمني الناس بإصلاح ما أفسده الساسة، وتقويم ما جنوه على البلاد والعباد، وبإنقاذ (ما يمكن إنقاذه)! وشاءت إرادة المولى أن نتحلق تارة أخرى حول مذياع "فيليبس" كهربائي هذه المرة، ونحن نستمع لعبود لآخر مرة وهو يذيع على الناس ذات مساء أكتوبري بارد في 1964م نبأ حل المجلس العسكري ومجلس الوزراء! وكان ذلك إيذاناً بانتهاء عهد عسكري وقيام آخر ديمقراطي.
برَّني قبل شهور صديق "إسفيري" لم تقع عيناي عليه بعد، اسمه الأستاذ الأمين عبد الرحمن أحمد عيسى بكتاب سمَّاه "الفريق إبراهيم عبود رئيس جمهورية السودان "1958-1964م" وعصره الذهبي"، وطبعت الكتاب عام 2005م "شركة مطابع السودان للعملة المحدودة". رأيت أن أكتب بضع كلمات عن ذلك الكتاب، وأن أعرض لبعض ما جاء فيه عرضاً خاطفا، لعل ذلك يفتح شهية المتخصصين من المؤرخين والسياسيين (وهي شهية مسدودة دوما) للالتفات إلى ثورة/ انقلاب 17 نوفمبر 1958م بالتمحيص والدراسة والنشر، ولا أدري إن كانت تلك الثورة (أو الانقلاب) قد حظيت بدراسة أكاديمية في جامعاتنا المتكاثرة أم لا، وأتمنى أن لا نتخذ من المقولة المنسوبة إلى الزعيم الصيني شوين لاي ذريعة، فلقد سئل عن تقييمه للثورة الفرنسية، فقال في اقتضاب: "ما زال الوقت مبكراً جداً على تقييم تلك الثورة"!؟
بدأ المؤلف بإهداء الكتاب إلى السيد رئيس الجمهورية المشير البشير، وإلى النائب الأول (آنذاك) السيد علي عثمان طه، وإلى النائب الثاني (آنذاك) السيد موسس مشار، وكل ذلك يشير إلى السنوات التي تمت فيها كتابة ذلك الكتاب، وأهدى المؤلف الكتاب أيضا إلى السيد أحمد إبراهيم الطاهر رئيس المجلس الوطني، وإلى رتل من الوزراء الاتحاديين والولائيين وإلى نواب الشعب في المجلس الوطني والمجالس الولائية وغيرهم، ثم يختم بإهداء الكتاب "إلى كل أفراد الشعب السوداني شيباً وشبابا"! لقد صدمني ذلك الإهداء الطويل، وتمنيت لو أن الكاتب الكريم اكتفى بإهداء كتابه إلى "كل أفراد الشعب السوداني شيباً وشبابا"، فمن ذكرهم هم بلا ريب من شيب وشباب الشعب السوداني، أليس كذلك؟ والإهداء بالصورة التي ورد بها يشير إلى ظلال حزبية ضيقة تتنافى مع صفة المؤرخ المتجرد (إن كان هنالك بالفعل مؤرخ "متجرد" تماما!)، وعلى كل حال فمن العسير على قارئ الكتاب أن يحدد على أي وجه من وجوه الدقة إن كان المؤلف يهدف للكتابة عن حياة الفريق عبود والتوثيق لها، أم يرغب في الكتابة عن تاريخ "ثورة 17 نوفمبر"، فالكاتب يقفز بين هذه وتلك دون تمهيد، وخصص للفريق عبود (واسمه هو عنوان الكتاب) صفحات قليلة نسبياً، بينما كانت أغلب الصفحات مخصصة لأعضاء المجلس العسكري الآخرين، وآراء بعض الناس من الكتاب والصحفيين والساسة القدامى عن عبود ونظامه. لكل هذا فأني أرى أن من الأوفق أن يكون عنوان الكتاب عن "ثورة 17 نوفمبر 1958م"، إلا إذا كانت هنالك اعتبارات تجارية ودعائية ترجح استخدام اسم "الفريق إبراهيم عبود" أكثر من "ثورة 17 نوفمبر 1958م"!
تدلنا صفحة "الشكر والتقدير" على أن الكاتب (وهو مهندس زراعي لعله في أواخر الخمسينات من عمره المديد بإذن الله) اعتمد على وثائق نقب عنها في دار الوثائق المركزية ومكتبة السودان بجامعة الخرطوم وإدارة المتحف الحربي، وعلى كتب ووثائق بعض الذين عاصروا ذلك العهد أو كتبوا عنه من الساسة والصحفيين والعسكريين، وأثبت الكاتب عناوين بعض المراجع التي استند عليها، بيد انه لم يشر إلى ما أصدرته بعض الأحزاب السياسية عن تلك الفترة، مثل الكتاب الشهير "ثورة شعب: ست سنوات من النضال ضد  الحكم العسكري الأول" الصادر فيما أذكر في عام 1965م، والذي لم يذكره إلا في جملة صغيرة عابرة، ولعله كان من الإنصاف (التاريخي) أن يخصص المؤلف لذلك الكتاب بعض صفحات، ولو كانت من باب الذم والقدح، فالكتاب كنز تاريخي، ولكنه – ككل كتاب بشري -  لا يخلو من مآخذ عديدة ليس هذا مجال تعدادها.
كذلك جزم المؤلف أن الشيوعيين عارضوا حكومة عبود دون سبب منطقي، وأنهم تعجلوا معارضة النظام منذ يومه الأول، وأن "الحكومة كانت تسير من إنجاز إلى آخر كل يوم خلال تلك الأعوام الستة لا يعكر صفو هذه المسيرة المباركة غير الأوضاع في الجنوب، ومعارضة الحزب الشيوعي العنيفة، وبروز تلك المعارضة في أواسط الطلاب والاتحادات" (صفحة 75)، ولا يحتاج المرء لأن يذكر المؤلف أن ما وصفه في يسر وجزافية بـ "الأوضاع في الجنوب" كان وما يزال هو "كعب أخيل" الذي فَعَل بالسودان ما ترون! وفي مواضع أخرى من الكتاب يهون المؤلف من شأن المعارضة لحكومة عبود، إذ يوحي بأن كافة أطياف الشعب السوداني كان يقف خلفها مشيداً ومؤيداً ومناصرا، ولم يكلف المؤلف نفسه تفسير اندلاع ثورة شعبية ضد نظام يتمتع بكل تلك الإشادة والتأييد والمناصرة. وما أثبته هنا ليس من باب الدفاع عن هذا الحزب أو ذاك، بيد أني شهدت وأنا تلميذ صغير أشق صباح كل يوم بيوت السكة حديد متجهاً إلى مدرسة حي عبد المنعم (بين الخرطوم 2 والخرطوم 3) ما كان يكتب على الجدران من شعارات معارضة للنظام ومطلبة بإسقاطه، ولا تزال في خاطري صور ليلة سياسية شهيرة تحدث فيها أحمد سليمان المحامي أيام انتخابات المجلس المركزي قرب "نادي البوليس" الشهير، وفيها أشبع أحمد سليمان النظام العسكري هجوماً عنيفاً ونقداً مراً وذماً شديدا، وتحدى مرشحه المنافس (وكان ختمياً مسالما) بأنه سيتنازل عن منافسته ليفوز بالتزكية إن وجد في نفسه الشجاعة ليقول مثل ما قال. وكان وقع ذلك على العمال الحاضرين للندوة عظيما. ولكن في نهاية المطاف فاز (لأسباب معلومة؟) المرشح الختمي المسالم! ومن عجب فإن الكاتب يورد مقالاً لأحمد سليمان في صحيفة "الأيام" في نوفمبر عام 1981م يشيد فيه بنزاهة الحكم العسكري ورجاله، وبراءتهم من الفساد الشخصي، وذلك في ظني لا يناقض أن أحمد سليمان (وحزبه السابق) وكل من عارض ديكتاتورية عبود العسكرية كانوا كلهم يعارضون الحكم العسكري لأسباب سياسية وأخلاقية مبدئية لا علاقة لها بالنزاهة الشخصية للحكام (وهو أمر مطلوب ومتوقع على كل حال)، ولا بطيبة القلب ولا بالقبول الشخصي للحاكم أياً كان.
كان على المؤلف – في نظري - أن يلتزم جانب الحيدة والإنصاف ما وسعه ذلك، وأن يورد الرأي والرأي الآخر توخياً للموضوعية والتوازن المطلوب في الكتب التاريخية الموثوقة. فعلى سبيل المثال لم أجد في الكتاب أثراً لرأي د. حسن الترابي في نظام عبود، وهو ممن كانوا قد قادوا ثورة أكتوبر التي أطاحت بنظام عبود، وكان أول من أعلن صراحة في ندوة شهيرة بجامعة الخرطوم بأن حل مشكلة الجنوب مرتبط بزوال ذلك النظام العسكري، علما بأن الكاتب رصد عدداً من "شهادات الإعجاب والتقدير" بالفريق عبود من فئة مختارة بعناية فائقة. كم كان الكتاب سيغدو كتاباً "متوازنا" لو أورد (ولو على سبيل تحاشي تهمة التحيز) رأياً مخالفاً لشخصين أو شخصين من الذين ذاقوا مرارة السجن أو النفي أو التعذيب في أيام ذلك النظام.
كذلك هون المؤلف – غفر الله له - من شأن قتل شرطة نظام عبود لشباب الأنصار عام 1961م، في ما أسماه "حادثة المولد"، وعزاها لخرق شباب الأنصار لقرار حكومي يحظر التجمع وتسيير المواكب. ولا أدري كيف يسوغ المؤلف لقتل تلك الأنفس البريئة بسبب واهٍ مشكوك في قانونيته.
من أهم ما ورد في الكتاب هو نقله لتقرير لجنة التحقيق في ما حدث في 17 نوفمبر 1958م، والتي ترأسها القاضي صلاح الدين شبيكة عام 1965م، حيث أفاد كل قادة ذلك الانقلاب (وكانوا كلهم عدا الفريق عبود معتقلين في زالنجي) بأن الفريق إبراهيم عبود أبلغهم بعزمه على الاستيلاء على السلطة، بيد أن رئيس الوزراء عبد الله خليل (المتهم دون دليل مادي بتسليم السلطة لعبود) أنكر تماماً التخطيط للانقلاب، مدعماً ما كان قد قاله يوم 16 نوفمبر (اليوم السابق للإنقلاب) لصحيفة عبد الله رجب (الصراحة) بأنه، وخلافاً لما ذكرته الصحيفة الأميريكة هيراليد تربيون، لا يعتمد على الجيش في الحفاظ على سلطته، وأنه لا يعتزم التخطيط أو القيام بإنقلاب. بينما يؤكد عضو المجلس العسكري النوفمبري أحمد عبد الوهاب أن عبد الله خليل قد خطط بالفعل لذلك الإنقلاب، بل وأتي لوزارة الدفاع في يوم 16 نوفمبر (اليوم السابق للإنقلاب) وقال لكبار الضباط: "ربنا يوفقكم" بعد أن تأكد من  قيام الانقلاب في اليوم التالي. بيد أن الشهادة التي قيل أنها "تثبت" أن انقلاب 17 نوفمبر انقلاب مدبر من قبل عبد الله خليل (وربما حزبه) هو ما قاله الفريق عبود نفسه إذ تحدث (ولم يعرف عنه كذباً صراحاً من قبل) عن أن عبد الله خليل دعاه للحضور لمقابلة السيد الصديق المهدي لمناقشة الأوضاع الحالية، ثم قابله مرات عديدة من بعد ذلك محاولاً إقناعه بحاجة البلاد للإنقاذ، وقال بلغة دارجة ما نصه: "عبد الله كان يجري ورانا عشان تنفيذ الانقلاب"، وبما أنه كان ضابطاً ملتزما، فلقد التزم بتنفيذ "أوامر" وزير الدفاع الذي هو  رئيسه الأعلى!
لعل أكثر أبواب الكتاب صدقاً هو التاريخ الشخصي للفريق عبود، فلقد أفرد المؤلف عدة صفحات لسرد التاريخ الشخصي ليس فقط للفريق عبود، بل لكل الذين شاركوا في ثورة/ انقلاب 17 نوفمبر مثل محمد طلعت فريد وأحمد عبد الوهاب وحسن بشير نصر ومحيي الدين عبد الله (وهو شخصية تستحق الدراسة، فلقد كان قد أول المنقلبين على عبود في مارس 1959م، ثم بصفقة ما اشترك في حكومة عبود كوزير للمواصلات، ولم تنقض بعد ذلك نحو ثلاثة أشهر إلا وبمحيي الدين يقود انقلاباً آخر ضد عبود مني بالفشل، وحوكم وسجن في "النهود" إلى حين سقوط نظام عبود). خصص المؤلف نحو عشرين صفحة لسيرة حياة المدنيين في حكومة عبود مثل مأمون بحيري (والذي عمل مع عدة أنظمة مختلفة فيما أقبل من أيام)، وأحمد خير (والذي كان من كبار الشخصيات الوطنية التي قاومت الاستعمار، ثم قيل أنه عمل مع نظام عبود العسكري الديكتاتوري نكاية في السياسيين الذين خذلوه، ثم قضى آخر سنوات عمره معارضاً للحكم المايوي في أيام سطوته الكبري في 1973م وبعدها) وسانتيو دينق (وزير الثروة الحيوانية منذ عام 1955م دون انقطاع، وتلك وزارة كانت حكراً على الجنوبيين ربما لوفرة الثروة الحيوانية في الجنوب، أو تهميشاً للجنوبيين ومنحهم وزارات خدمية ليست سيادية، فقد قرأت مؤخراً أن أحدهم رفض ترفعاً "وزارة بتاعت بقر دا") وزيادة أرباب (الذي كان وزيراً للمعارف تحت إمرة عبد الله خليل، وتولى ذات المنصب تحت إمرة عبود!)، وهذا هو ديدن غالب ساسة السودان من مدمني "الاستوزار على مر الحقب والعهود"!
أورد المؤلف بعض القصص عن طيبة قلب عبود، وعن زهده في الحكم، وطهارة يده ولسانه، وتلك صفات حميدة (ونادرة) بين الساسة والحكام للأسف الشديد، وليس هنالك خلاف على أن عبود قد حباه الله بكل ما ذكر المؤلف وزيادة، بل لقد شهدت شخصياً، وأنا بعد في مرحلة الصبا الأول، فصلاً من عفة يد الرجل وزهده، فلقد تم توزيع أراضي الدرجة الأولى (امتداد الدرجة الأولى والثانية)، وكان أن ظفر عبود بأرض في شارع بعيد في الدرجة الثانية (لعله شارع 45) بينما ظفر عامل أعرفه جيداً في السكة حديد (دون وساطة) بأرض متميزة في شارع رقم 1 في الدرجة الأولى فتأمل! بيد أن الخلاف الرئيس مع المؤلف هو في معايير الحاكم الراشد في زماننا هذا، والتي أهمها أن يكون الحاكم منتخباً ديمقراطياً، وأن يكون الحكم ديمقراطياً مؤسسياً، فلا مجال للتعويل هنا على "طيبة القلب" و"الزهد" و"التصوف" عند الحاكم، وهذه من البدهيات التي لا يتصور أن تفوت على الكاتب اللبيب.
أكثر ما أعجبني في الكتاب هو باب الصور التاريخية، فغرامي بالصور القديمة قديم متجدد، مع تحفظي الشديد على عدم ذكر المؤلف لمصادر الصور وتاريخها أو مناسبتها. ولعل أكثر الصور إثارة لاهتمامي كانت هي صورة الفريق عبود مع طالبات سودانيات مبتعثات في أدنبرا، فهي صورة تاريخية تملأ النفس بالفخر من وجود ذلك العدد الكبير من الشابات السودانيات في ذلك الصقع البارد يطلبن العلم والمعرفة في تلك الأيام الباكرة.
أختم بتهنئة المؤلف على خوضه لتجربة التأليف ونجاحه في إصدار هذا الكتاب، وكلي أمل في أن يدرك أن النقد الذي سطرته في هذا العرض إنما قصدت به الاصلاح والتجويد والانصاف في طبعات قادمة، واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية.

No comments:

Post a Comment